الخميس، 18 فبراير 2016

الحوار و الجدل


ممّا ابتليت به الأمّة ظاهرة الجدل التي انتشرت على شاشاتنا التّلفزيونيّة بين النّاس بعضهم البعض ، فترى الكثير ممّن يدّعي العلم و المعرفة زوراً و بهتاناً يتكلّم في أمور النّاس و يجادل بغير الإستناد إلى قاعدةٍ علميّةٍ و معرفيّة ، و بدون وضع هدفٍ محددٍ من كلامه و جداله مع النّاس و لأجل الجدل العقيم فقط ، و قد أطلق الله سبحانه و تعالى صفة الجدل على الأقوام السّابقة الذين كانوا يجادلون لأجل الجدل فقط و بدون هدف ، فقال تعالى ( إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ أتاهم ، إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) ، فقد شبّه الله سبحانه حال المجادل و كيف يتكبّر عن قبول الحق و يرفضه ، و قد بيّن النّبي الكريم ارتباط الجدل بالضّلال بعد الهدى بقوله ( ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل ) . و إنّ هناك صورةٌ حسنةٌ من صور الجدال و هي الجدال مع أهل الكتاب ، حيث يحاورهم المسلم بالتي هي أحسن ، قال تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم جزاء من ترك الجدال و المراء قائلاً ، أنا زعيمٌ ببيتٍ في الجنّة لمن ترك المراء و لو كان محقاً .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق