الخميس، 18 فبراير 2016

قصر البارون


قبل الحديث عن قصر البارون ، سأتحدث عن البارون نفسه ، و هو المهندس " إدوارد إمبان " ، بلجيكي الجنسيّة ، كان متميّزاً ، فقد منح لقب " بارون " تقديراً له على تميزه في إنشاء مترو باريس ، و قد منحه اللقب ملك فرنسا . كان البارون البلجيكي يهوى السياحة و السفر و جمع الأموال ، حيث جاب أرجاء العالم بأمواله التي لا تحصى ، و من البلاد التي قام بزيارتها " مصر " و التي عشقها منذ أن وطأت قدماه ثراها ، و اتخذ قراره بالبقاء فيها للأبد ، و أورد في وصيّته بأنه يريد أن يدفن في ترابها بعد و فاته حتى لو كان بعيداً عنها لحظة الوفاة . و الغريب في الأمر إتخاذ البارون الصحراء مقراً لإقامته الدائم ، في مكانٍ قريب من العاصمة ( القاهرة ) . قصر البارون:عرض البارون على الحكومة المصريّة فكرة إقامةِ حي وسط الصحراء شرقي القاهرة ، أطلق عليه " مدينة الشمس " هليوبوليس ، و قام البارون بشراء فدان الأرض بجنيه واحد ، و كان زهد ثمن الفدان لافتقار المنطقة للخدمات و الطرق ، و ليستطيع جذب الناس لمنطقته الجديدة ، قرر إنشاء مترو لا يزال يعمل حتى و قتنا هذا ، و يسمى مترو مصر الجديدة ، و قد كلّف " أندريه برشلو " بإنشاء خط مترو يربط المدينة الحديثة بالقاهرة ، و البدء في إقامة المنازل على ( الطراز البلجيكي الكلاسيكي ) ، و حدائق غاية في الجمال ، و قام ببناء فندق ( هليوبوليس القديم ) ، الذي قامت الحكومة المصريّة مؤخراً بإضافته إلى القصور الرئاسيّة ! و جاء دور القصر الأسطوري ، الذي لا تفارقه أشعة الشمس ، بحيث تقتحم أشعتها جميع حجرات و ردهات القصر ، و يعد من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق . أما غرفة البارون في القصر فتضم لوحةً تجسد كيفيّة الحصول على الخمر عن طريق عصر العنب و تخميره ، و احتسائه حسب التقاليد الرومانيّة ، و ما تحدثه الخمور في رؤوس شاربيها . و أخذت فكرة البناء من معبد ( أنكوروات ) في كمبوديا ، بالإضافةِ لمعابد " أوريسا " الهندوسيّة ، تصميم المهندس الفرنسي " الكساندر مارسيل " ، و وضع الزخرفة " جورج كلود " . تقع هذه الأسطورة المعماريّة على مساحة 12,5 ألف متر ، تحمل شرفاته على تماثيل الفيلةِ الهنديّة ، و ينتشر العاج في داخل القصر و خارجه ، تعلو نوافذ القصر و تنخفض مع تماثيل بوذيّة و هنديّة ، أما داخل القصر فعبارة عن متحفٍ يحوي تحف و تماثيل من المعادن النفيسة ، و يحوي القصر ساعةً قديمة لا مثيل لها إلا في قصر باكنجهام في لندن ، حيث تظهر الوقت بالدقائق و الساعات و الأيام و الشهور و السنوات ، مع بيان درجة الحرارة ، و التغيرات التي تطرأ على شكل القمر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق